حقيبة مليئة بالضحك: أمسية توقيع كتاب لنواف رضوان | حيفا

اليوم: الإثنين، 30/ 7/ 2018

الزمان: 20:00

المكان: مقهى فتوش - حيفا.


فتوش ومنشورات المتوسّط يحتفيان بكتاب "حقيبة مليئة بالضّحك" لنوّاف رضوان. يحاوره: عامر حليحل.

نواف رضوان. كاتب فلسطيني من مواليد 1990 من الطيرة، درس اللّغة العربيّة وآدابها في الجامعة الأردنيّة، ويدرس الإخراج السينمائي.

صدر له كتابان: الصلاة الأخيرة على باب الكنيسة - 2013، وكتاب "حقيبة مليئة بالضحك" عن منشورات المتوسط 2018.

عن الكتاب 

بحسِّه السّاخر يفتحُ الشاعر حقيبته في وجهِ العالم، غير مبالٍ بأحد، حتّى بنفسه التي يُعرّيها من كلِّ شيء إلا من صدقها في اللحظة الراهنة وسط الخراب. في هذه الحلقة المفرغة بين الوطن الحقيقي، والوطن المحتلّ، بين حياةٍ نعيشها على مضض، وأخرى نَنغمِسُ فيها بلا رجعة؛ يجمع نوّاف رضوان نصوصه في حقيبةٍ مليئةٍ بالشعر والسخرية والضحك. وأيُّ ضحكٍ؟ نسمع صراخاً وقهقهةً وعواءً ونباحاً عالياً يصمّ آذان العالم الأبله الغافل عن خطاه وهي تسيرُ بنا إلى الهاوية. إلا أنّنا لا نسمع وحسب، إنَّما نشمُّ ونلمس ونقرأ تفاصيلَ يومية لمسافر يتنقّل بين ساعاتِ روتين العمل وكأس البيرة، بين المطارات والمدن المُرهِقة، بين حيفا وجواز السفر، بين صديقته والحانة. وفي أوقات الصمت، حين يتوقّف كلّ شيء، لنا أن نتخيّل الشاعر حاملاً حقيبته، التي لها أن تنفجر كقنبلةٍ موقوتة، أو كقبعةِ ساحرٍ تخرجُ منها موسيقى خافتة، أحزان ثقيلة، وحكايات لا تنتهي.

يكتب نوّاف: الأضواءُ الخافتةُ مُرهِقَةٌ، يا صديقتي، وهذه المدينةُ مُرهِقَةٌ أيضًا. آه، كم أحسُّ بالعطشِ، أنا ذلك الرجلُ الذي كلّما شربَ عطشَ أكثرَ، رجلٌ شهوانيٌّ نزقٌ أهوجُ، وككلبٍ وَفيٍّ ألعقُ جسدي كلَّ ليلةٍ، وأنامُ.  يبدو أنني تعوّدتُ أن أكتبَ لكِ، تعوّدتُ أن أفتحَ البيرةَ الرخيصةَ كلَّ ليلةٍ، وأكتبَ لكِ عن كلِّ شيءٍ، عن البُيُوتِ والمُدُنِ والنساءِ والخمر والحشيش، عن التلفزيونِ الصامتِ طَوالَ الوقتِ، وعن أنني لستُ آسفًا على ما فعلتُهُ في رقبتِكِ الجميلةِ، وعن بلاطِ الحماّمِ الباردِ تحتَ قَدَمَي شاعرٍ مغمورٍ.

***

نصوص من الديوان:


صدورُنا خزّانات للأمونيا

وأنوفُنا معطّلةْ

حيفا...

أيّتها المدينة المُهملَةْ

أيّتها المدينةُ المدللّةْ

ألهثُ في شوارعكِ المملّةِ مثل كلبٍ ضال

ها نحن نحيا بالقليل

أيّتها الحقيقة...

أكذبُ باسمكِ دائمًا وأضحك

أيّتها الحياة انتبهي

قد تدهسكِ شاحنة مسرعة

أيّها الموت انتبه

كدتَ تموتَ يا رجل

أيّها الحبّ انتبه

دستُ على قدمكَ بالخطأ


*******


أقف أمام بوّابة الجحيم بعربتي الملوّنة

وأنادي:

آيس كريم آيس كريم آيس كريم


*******


قد يبدو هذا الكلام خادشًا للحياء العام، نعم هو كذلك يا سادة. في كلّ ليلة أسند الحياء العام على الجدار مثل لوح زجاجي وأخدشه بأظافري الطويلة والمتسخة من الأعلى إلى الأسفل. هل تسمعون الصوت، هل تسمعون هذا الزعيق المرعب.. إنه صوت مجتمع خُدِشَ حياؤه للتوّ...


*******


نحنُ شعوب الثلاث ورقات والزوبعة بفنجان، تسربنا من تحت الطاولة ومن فوق الأساطيح ، من تقرأ طالعي لا تعرف القراءة ولا تفرّق بين حرف الألف وكوز الذرّة، لكنّنا طيّبون، ضربنا الناطور وأخذنا العنب، وضربناه مرّة أخرى عندما خرجنا.

صنع لنا آباؤنا آلهة من تمر، وحين جعنا أكلناها، وشبعنا ورقصنا كالدببة، وتساءلنا بعد ذلك... ما الفائدة من إله لا تستطيع أكله في مجاعة؟